البنى الزمنية وأشكالها - عبد القادر الفاسي افهري

الأنماط الجهية في صورة فَعَل

عالجنا في هذه الورقة الأنماط الجهية في صورة "فَعَل"، وذلك نظرا لأهمية الصيغ في اللغة العربية من جهة، وللإشكالات التي تطرحها من جهة ثانيـة وبما أن "فَعَل" تشغل حيزا كبيرا في المعجم العربي، وتنقسم إلى طبقات متفاوتة بالنظر إلىتوزيعها وخصائصها، فإننا نركزنا على "فَعَل" المتعدية أصلا. وبينا أن "فَعَل" تطاوع هذه الأنماط بحسب طبيعة الموضوعات التي تتفاعل معها. كم بينا أيضا طبيعة هذه الموضوعات باعتبارهـا مقياسا زمنيا للحدث، وذلك لتوضيح إلى أي حد تساهم في تحديد الأنماط الجهية لصورة "فَعَل"، ثم حددنا الضوابط التي تخضع لها لكي تكون محددة لبنية الحدث الزمنية في هذه الصورة. ونشير إلى أننا اعتمدنا في تحليلنا لهذه الإشكالات على دراسـات كل من كمري (1976) Comrie، والتوكاني (1989) وداوتي (1991)، والفاسي الفهري (1993-1997)، وبريسول (1993)، وتيني (1994) Tenny.

بينا في هذه الورقة أن "فعل" تطاوع مختلف الأنماط الجهية. وبما أن هذه الأنمـاط تتداخل فيما بينها، افترضنا أن هناك ترتيبا ينتظم على أساسه الامتداد الزمني ودرجة المحدودية، باعتبارهما خاصيتين أساسيتين لتمييز هذا التداخل. وبينا أن "فعل" تنتقل بين هذه الأنماط بحسب طبيعة الموضوعات التي تأتلف معها، مادامت هذه الأخيرة تعتبر مقياسا زمنيا داخليا للحمل، وتساهم في تحديد بنيته الزمنية. وبينا أن دلالة "فعل" الجهية تحول بحسب الخاصية 

[+/-معدود] في الموضوع، وكل هذا يتم عن طريق المؤالفة (co-composition) بين دلالة المحمول ودلالة الموضوع.