الجمعة، 11 مارس 2016

الرئيسية 2015: في المعجم العربي: علاقة أفعل بفعل في لاروس

2015: في المعجم العربي: علاقة أفعل بفعل في لاروس




إن  ما وصلت إليه اللسانيات الحديثة هو انتقال اللساني من دراسة اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية إلى دراسة النسق اللغوي المعرفي المتمثل في ذهن المتكلم، وبهذا يكون المعجم منظما ومقعدا. أي كلما انتظم ازدادت القدرة على التخزين الكثيف، وعلى الاسترجاع السريع. فهو معجم يتميز بكونه معجم نسقي وتوليدي، يقوم أساسا على الاختصار والكبس لأنه يفترض أن الكلمة هي في الحقيقة تمثيل سطحي لبنية ما. أي أن الكلمة يمكن أن تكون بنية ويمكن أن تكون كبسة.  من هذا المنطلق لا تختلف المفردة عن المركب أو الجملة. بمعنى آخر، يمكن أن تكون هناك علاقة بين المفردة في المعجم والبنية في التركيب.

وبناء على هذا التصور حاولنا تحديد طبيعة هذه العلاقة والفروق الجوهرية  بين المفردة والمركب، وبين المفردة والكبسة. وبينا أن الترادف المزعوم للمفردات هو مظهر مرتبط بعدم الدقة والتحديد الذي تعرفه المعاجم العربية. ودحضنا هذا الزعم ارتكازا إلى مجموعة من الأبحاث التي ترى أن المعجم عبارة عن قواعد ترصد الاطرادات الدلالية والصرفية، فهو ليس لائحة طويلة من المفردات، بل إنه نسق توليدي تحكمه قواعد مطردة تعالج فيها المفردة كبنية قابلة للتحليل. وهذا ما يسمى في بعض الدراسات الحديثة بالإصهار والإفراغ كما تبين دراستنا الحمولة الدلالية في الفعل.

وفي الشق التطبيقي اعتمدنا ما جاء في أدبيات الجهة  كطروحات تيني (1994)، والفاسي الفهري (1986-1997)، والتوكاني (1989)، وبريسول (1994)، من بين آخرين، والتي تقوم أساسا على الخصائص الجهية/ الدلالية، وبعض خصائص المصادر  وفرضية وظيفة الحدث كروائز في التمييز. لاحظنا أن هناك إضافات تتمثل في أفعال إضافية تحملها دلالات أفعل ، وأن هناك تغييرات في خصائص الموضوعات المقترنة بهذه الصورة. وهذا يوحي بأن هناك اختلافا بين فعَل وأفعل . وبناء على هذا بينا أن الترادف المزعوم للصورتين هو مظهر مرتبط بعدم الدقة والتحديد الذي تعرفه المعاجم العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مـكـتـبـة الـفـيـديـو

يتم التشغيل بواسطة Blogger.